لطفية النادي أول امرأة مصرية تقود طائرة

لطفية النادي

تعد لطفية النادي أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة و الإسكندرية، و ثاني امرأة فى العالم تقود طائرة منفردة؛حيث تمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول، كبير معلمى الطيران بالمدرسة، فتعلمت في 67 يومًا، وقد تلقت الصحافة الدعوة لحضور الاختبار العملى لأول طيارة «كابتن» مصرية فى أكتوبر 1933 وتعتبر لطيفة أول فتاة مصرية وعربية وأفريقية تحصل على شهادة فى الطيران .

ومن إنجازات لطفية التى لا تنسى اشتراكها عام 1935 فى سباق نظمه نادى الطيران المصرى بين الإسكندرية والقاهرة ثم العودة، وكانت الفتاة الوحيدة بين جميع المتسابقين المصريين والأجانب، و كانت «لطفية» قد شاركت في الجزء الثاني من سباق الطيران الدولي بطائرة من طراز “جيت موث” الخفيفة بمحرك واحد ومتوسط سرعتها 100 ميل في الساعة، وكانت أول من وصل إلى خط النهاية بالرغم من وجود طائرات أكثر منها سرعة. لكن اللجنة حجبت عنها الجائزة لوقوعها في خطأ فني في الإسكندرية عندما نسيت الدوران حول النقطة المحددة وأوصت اللجنة بمنحها جائزة شرفية، ويقال انها استطاعت بالفعل ان تسبق الجميع، ولكن الحكام الأجانب عز عليهم أن تفوز فتاة مصرية بالسباق فادعوا أنها لم تلف بطائرتها حول خيمتين نصبهما الحكام وطلبوا من المتسابقين الدوران حولهما حتى يشاهدوهم.
أرسلت لها هدي شعراوي برقية تهنئة تقول فيها: “شرّفت وطنكِ، ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفخر، بارك الله فيكِ”. وفى 15أكتوبر 1935 أقيمت حفلة تكريم لها فى مطار ألماظة ، وتم تكريمها بواسطة هدى شعراوى والإقتصادى المصرى الزعيم طلعت حرب .ثم تولت هدي شعراوي مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة للطفية لتكون سفيرة لبنات مصر في البلاد التي تمر بأجوائها أو تنزل بها، وكانت قد فتحت الباب لبنات جنسها لخوض التجربة فلحقت بها “زهرة رجب” و”نفيسة الغمراوي” و”لندا مسعود” و «بلانشي فتوش» و”عزيزة محرم” و”عايدة تكلا” و”ليلي مسعود” و”عائشة عبد المقصود” و”قدرية طليمات” (مع ملاحظة أنّ عزيزة محرّم أصبحت كبير معلمين معهد الطيران المدني في امبابة). ثم أحجمت فتيات مصر عن الطيران بصفة نهائية فلم تدخل مجال الطيران فتاة مصرية منذ عام 1945.
 الطريف أن لطفية بعد تقاعدها عن الطيران عينت سكرتيرا عاما لنادى الطيران المصرى وأدارته بكفاءة تامة، وكانت لطفية النادي صديقة مقربة من “اميليا ايرهارت” – أول امراة تقود طائرة منفردة – وكانت تبعث لها بالجوابات تحكى لها عن رحلاتها.
لم تتزوج لطفية قط وعاشت جزءا كبيرا من حياتها في سويسرا حيث منحت الجنسية السويسرية تكريما لها، وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين في القاهرة عام 2002 .
فى عام 1996 تناول فيلم وثائقى حياتها اسمه “الإقلاع من الرمل”, فيه سئلت عن السبب الحقيقى وراء رغبتها في الطيران, فقالت أنها كانت تريد أن “تكون حرة”.